/ صفحه 6/
وكيل الجماعة، والسيد أمين الحسيني مفتى فلسطين الأكبر، والسيد عبد العليم الصديقي العالم الهندي المجاهد، وكلهم من أعضاء التقريب، كما أداها مدير إدارة المجلة، وكاتب هذه السطور عضو الجماعة، ورئيس تحرير مجلتها.
أما سماحة الأستاذ القمي السكرتير العالم لجماعة التقريب، فقد قام برحلة إلى إيران وبلاد الشرق الأوسط ما زال بها حتى كتابة هذه الفاتحة - في أوائل ربيع الأنور - رده الله إلينا سالما موفقا فيما انتدب له من مصالح الدار والفكرة.
وإن في موسم الحج لمن شهده لعبرا، فهؤلاء هم المسلمون يقطعون الفيافي والقفار، ويتركون الأهل والديار، ويقصدون إلى هذه المناسك - المتفق عليها - من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله على ما رزقهم، وإنهم ليطوفون جميعاً حول بيت واحد، وتجمعهم بين يدي الله ساحة واحدة في وقت واحد، ويبيتون ليالي في بلدة واحدة مجتمعين لا يعرف أحدهم بجانب أخيه إلا أنه مسلم خاضع لله، ملتمس رحمة الله ورضوان الله، فلا السني يومئذ يذكر سنيته، ولا الشيعي يذكر شيعيته، ولا يحضرهم خلاف، ولا يفرق بينهم رأي، ولا تفسد جماعتهم عصبية، ولا يذكرون إلا أخوة الإيمان، وشريعة القرآن، ونبوة خير الأنام، فلو رأيت الشامي والعراقي بجانب المصري، أو الفارسي بجانب التركي والجاوي، أو النجدي والحجازي بحانب الهندي؛ لرأيت لبنات من الأمة الإسلامية تكمن فيها القوة، وتربطها رابطة الدين على اختلاف الألسنة، وتنوع الأمزجة والسحن، وإنما فرقهم وباعد بينهم العدو الذي تقاسمهم، وحال بينهم وبين إخوانهم، وصور لهم هوة عميقة من الخلاف تفصل بين شعوبهم وأجناسهم ومذاهبهم، كأنما هم أرباب نحل، وأتباع أديان! فكيف ساغ لهم أن يقتربوا ثم يحتربوا، وكيف ينسون هذه العروة الوثقى بينهم إذا رجعوا إلى قومهم وقد شرع الله لهم الصلوات في كل يوم خمس مرات، يهتفون فيها بهتاف واحد، ويتوجهون فيها شطر هذه القبلة الواحدة حيثما يكونون؟ أما ورب البيت إن هذا لشيء عجاب.