/ صفحه 8/
تفسير القران الكريم
لخظرة صاحب لفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمود شلتوت
سوره البقرة
تمهيد السورة بين غرضيها: طوائف الناس أمام هداية القرآن - المؤمنون، الكافرون، المنافقون، لا منزلة بين فريقي الجنة والسعير. أصول الدين عند الله: توحيد الله. الإيمان برسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإيمان بالدار الآخرة.
ـ 4 ـ
كان مما ذكرناه - ونحن بصدد التعريف بسورة البقرة - أن السورة عنيت بأمرين اقتضتهما حالة المسلمين الذين تركزوا بعد هجرتهم إلى المدينة جماعة مستقلة، وصار لهم جوار من أهل الكتاب عير جوارهم في مكة، هذان الأمران هما: توجيه الدعوة إلى بنى إسرائيل، ومناقشتهم فيما كانوا يثيرونه حول الرسالة المحمدية من تشكيكات وشبه، وفي سبيل ذلك أخذت تذكر هم بنعم الله على أسلافهم، وبما انتاب هؤلاء الأسلاف حينما التوت عقولهم عن تلقى دعوة الحق من أنبيائهم السابقين، وارتكبوا ما ارتكبوا من صنوف العناد والتكذيب والمخالفة، وهذا هو الغرض الأول الذي استدعاه جوار المسلمين لأهل الكتاب، واستغرق قسما من السورة يبدأ من قوله تعالى: "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون" إلى آخر آية البر في منتصف السورة تقريبا: "لس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب" أما الغرض الثاني