/ صفحه 62/
وقد قلدَتْ رأيه هذا أدبية عراقية(1) ورجحت قوله باتهام الشاعر زياد بالمانوية حتى عدته من جراء ذلك من جملة شعراء الشعوبية أما تاريخ حياة هذا الشاعر وسيرته وجهاده في سبيل الإسلام وخدمة العروبة تحت لواء القائد عثمان بن أبي العاص وموسي الأشعري في فتح (اصطخر) وغيرها في بلاد فارس فتدحض حجة المتهمين له بالمانوية والشعوبية، وهو القائل في ـ أمير بن أحمد اليشكري ـ لما استخلف على جيش سجستان حين اظطرب أمر عثمان بن أبي العاص فيها.
و يشكر هلكي على كل حال(2) لولا أميرٌ هلكت يشكر

وقد عده ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء الإسلام، ومما ينفند هذه المزاعم في حقه أيضاً قصته مع كعب الاشقري شاعر الأ زد عند هجوه (عبد القيس) قبيلة ـ زياد ـ بقصيدته التي مطلعها:
أخزي إذا قيل عبد القيس أخوالي إني وإن كنت فرع الأزد قد علموا
قلما بلغ زياداً غضب وقال: يا عجباً للعبد ابن الحيتان والسرطان يقول هذا في عبد القيس وهو يعلم موضعي فيهم، والله لأ دعنه
غرضاً لكل لسان ثم قال:
في ساحة الدار أم بها صمم هل تسمع الأزد يقال لها
واستعربوا ضلة وهم عجم اختتن القوم بعد ما هرموا

فشكاه كعب إلى المهلب وأنشده هذين البيتين فقال له المهلب. أنت أسمعتنا هذا وأطلقت لسانه فينا وقد كنت غنياً عن هجاء عبد القيس وفيهم مثل زياد، فاكفف عن ذكره، ثم دعا بزياد فعاتبه فقال. أيها الأمير. اسمع ما قال فيّ وفي قومي، فإن كنتُ طلمته فانتصر، وإلا فا لحجة عليه، ولا حجة على امريء انتصر لنفسه وحسبه وعشيرته.
وله شعر كثير في الدفاع عن شرف عشيرته عبد القيس وأحاسابها التي يعتز
ـــــــــــ
(1) هي السيدة عاتكة بنت عدنان العسكري.
(2) معجم الأدباء, ج: 11, صحيفة: 168.