/ صفحه 61/
الجار قوله صلى الله عليه وسلم: "إن أنت رميت كلب جارك فقد آيته"
فتأدب المسلمون بهذا الأدب السامي، وجروا على سنته.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".(1)
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة".(2)
حمامة زياد الأعجم:
و ذمة والدي إن لم تطاري تغني أنت في ذممي وعهدي
على صغر من غِّبة صغار(3) و بيتك أصلحيه ولا تخافي
ذكرت أحبت وذكرت داري فانك كلما غنيت صوتاً
له نبأ لأنك في جواري فإمّا يقتلوك طلبت ثأرا

وكان الأستاذ الدكتور أحمد أمين بك قد علق على هذه الأبيات في كتابه فجر الإسلام بما يأتي:
"… وذكروا أن حبيب بن المهلب لما سمع هذا الشعر قتل حمامته فاستعدي زياد عليه المهلب فحكم له بدية جارته. أفلست ترى معي أن هذا الشعور على هذا النحو جديد لم أعرفه للعرب من قبل؟ ولعل عليه مسحة مانوية من حماية الحيوان تم استدرك في الحاشية فقال: "لست أعني الشعور بحماية الحيوان لأنه في جواره، إذ يظهر أن هذا كان عند العرب في الجاهلية ولكن أعني تجسيم هذا المعنى حيث يستعدي الوالي بطلب الدية".
ـــــــــــ
(1) أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم.
(2) الفرسن: خف البعير، وقد استعير للشاة فسمي ظلفها به.
(3) الصغرة ـ بكسر الصاد ـ: أصغر الأولاد يقال: هو صغرة أبويه أو صغرة أولاد أبويه، والجمع صغر ـ بكسر أوله وفتح ثانيه. وزغب الفرخ ـ بتشديد الغين على صيغة الماضي ـ: نبت زغنبه أي ريشه فهو زغب كحذر، ومزغب.