/ صفحه 55/
هذا الجمل؟ فقال فتي من الأنصار: هو لي يا رسول الله. فقال: افلا تتقي الله في هذه الهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه".(1)
ورأي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرية نمل قد أحرقت، فقال: من أحرق هذه؟ فقال من معه: نحن، قال: (إنه ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار)(2)
وعن عائشة قالت: ركبعت بعيراً فيه صعوبة فجعلت أردده، فقال صلى الله عليه وسلم: (عليكِ بالرفق).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخل رجل فأخرج بيض حمّرة ـ وهي ضرب من الطيور أحمر اللون ـ فجاءت الحمرة ترف على رأس الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أيكم فجع هذه؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله أخذت بيضها ـ وفي رواية الحاكم ـ أخذت فرخها، فقال صلى الله عليه وسلم: رده، رده، رحمة لها).(3)
وفي سنن أبي داود من حديث عامر قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل رجل عليه كساء، وفي يده شيء قد لف عليه طرف كسائه فقال: يا رسول الله إني لما رأيتك، أقبلت فمررت بغيضة شجر، فسمعت فيها أصوات فراخ طائر، فأخذتهن فو ضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن فستدارت على رأسي، فكشفت لها عنهان، فوقعت عليهن فلفقتها معهن، وهاهن فيه معي، فقال صلى الله عليه وسلم: لأصحابه: "أتعجبون لرحمة أم الفراخ فراخها؟ قالوا: نعم! يا رسول الله، قال: فو الذي بعثني نبياً لله أرحم بعاباده من أم هؤلاء الأفراخ بفراخها. ارجع بهن حتى حتى تضعهن من حيث أخذتهن" فرجع بهن وأمهن ترفرف عليهن.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ـــــــــــ
(1) تدئبه: تتعبه بكثرة استعماله.
(2) أخرجه أبو داود.
(3) عن كتاب الحيوان للدميري.