/ صفحه 54/
الدنيا والآخرة، وعن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير كله‌" وعن عائشة قالت: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرفق ما كان فطي شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه" وقد ورد في الآثر "إن الله رحيم وإنما يرحم من عباده الرحماء‌" وقال بعض الحكماء: إن من الناس من تفسد إنسانيته فيصبح غير إنسان، وقدا أشار سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات".
وآمعنت السنة النبوية الكريمة في الايصاء بالحيوان والرفق المتناهي بالبهائم والرحمة العظيمة بالعجماوات ومن سيرته الشريفة في ذلك:
مر صلى الله(عليه السلام) على قوم وقوف على ظهور دوابهم ورواحلهم يتنازعون الأحاديث. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والآسواق فرب مركوب خير من راكبه" فنهي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يجعل الحيوان المتصرف، بمنزلة الجماد الثابت، والشيء النابت.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تتخذوا ظهور دوابكم منابر إنما سخرها الله لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأ نفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم".(1)
وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه(2) قال: كان أحبّ ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم لحاجته هدف أو حائش نخل(3) فدخل حائطآ لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فإذا فيه جمل فلما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فمسح ذفراه(4) فسكت فقال: من ربّ
ـــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود.
(2) أخرجه أبو داود.
(3) حائش النخل أو الشجر: ما اجتمع منه.
(4) ذفري البعير؛ الموضع الذي يعرق من قفاه خلف أذنيه ويجعل فيه القطران، وهما ذفريان.