/ صفحه 53/
فقال حتى هذه الفواسق المؤذية مع الأمر بقتلها، ينبغي ألا تقتل بالعطش وألا تقتل صبرا، بل ينبغعي إحسان قتلها، فلو أمكن الجمع بين إروائه إن كان ظمآن، وكما تسقي الشاة قبل ذبحها عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله كتب الاحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة" ويتجلي لك الوعيد باشد مظارهه في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "دخلت امرأة البار في هرة ربطتها فلم تظعمها ولم تدعها تاكل من خشاش الأرض(3). فهذه هي الدعواه القرآنية المباركة الداعية إلى الرفق والرحمة بأصناف البهائم وجميع أنواع الحيوان التي تحس بمرارة الألم الأليم، وتشعر بلذة الراحة والنعيم.
في السنة:
لقد مدح سبحانه وتعالى رسوله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: "و إنك لعلي خلق عظيم" وكان الرفق من شمائله العالية، وفضيلة من فضائل رسالته لعلي خلق عظيم" وكان الرفق من شمائله العالية، وفضيلة من فضائل رسالته السامية، وهو من أكبر مظاهر خلقه العظيم "ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك" لهذا نراه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حبب للمسلمين الرفق لأنه روح التربية المحمدية، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كان الرفق خلقا يري ما كان فيما خلق الله شيء أحسن منه".
وعن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"لكل شيء قفل وقفل الإيمان الرفق" وعنه أيضاً: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف". وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنان رفيقا في أمره نال ما يريده من الناس" وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق" وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعطي حظه من الرفق أعطي من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير
ـــــــــــ
(1) خشاش الأرض هوامها وحيواناتها الصغيرة.