/ صفحه 417/
ولعل مهمتنا تسهل إذا عرفنا اليوم. أن الإمامة لم تعد فارقا جوهريا بين الشيعة والسنة، بل ولا فارقاً ثانويا، ف ظلال القوميات الحديثة، التي يستحيل علينا أن نلغى عدها عند الحساب، وكل ما نرجوه أن نوفق في الدعوة إلى تآخيها لا إلى تلاشيها، ونقولها صريحة، إن الامامة كانت فارقا جوهرياً فيما مضى بين المتنازعين على سيادة الأمة الإسلامية، وقد ذهبوا جميعاً إلى ربهم، وعنده وحده حسابهم، وإنا لنرجو أن يكونوا كما قال الخليفة الرابع في أخيه الخليفة الثالث: "أرجو ان أكون أنا وعثمان يوم القيامة ممن قال الله فيهم: "و نزعنا ما في صدروهم من علّ، إخوانا على سرر متقابلين" وكل ما يمكننا أن نقوله بعد ذلك: أن الخلافة فارق تاريخى بين حزبين من أحزاب المسلمين تنازعوا الحكم فيما بينهم. فخرج الحكم منهم إلى غير هم؛ أما اليوم فليؤمن الشية بإمامهم، ماحلا لهم الإيمان به، فهم مسلمون، ولا ينقض إيمانهم بإمامهم هذا أصلا من الأصول الخمسة التي يتفق عليها كافة المسلمين، وليؤمن السنيون بحرية الامامة، وجعلها وكالة عن الأمة ونيابة عنا في تدبير أمورها، تكلها إلى أهل الدين والعلم والكفاية والقدرة على سياستها بالدين، وإيمانهم هذا لا ينقض أصلا من الأصول الخمسة التي يتفق عليها المسلمون كافة، ولا شك أن ما يتفق عليه الجميع من أصول للدين تلزم الجميع، وأن ما يختلفون فيه لا يلزم إلا من يراه ويؤمن بصحته، والحكم لله الواحد القهار.
فحق على المسلمين الذين ينشدون عزتهم اليوم، أن يلبوا داعى "جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية" لإعلاء كلمة الله، والتعاون فيما بينهم على قمع الفساد والإلحاد والاستعمار، فان الخلاف بينهم لايخدم السلام بل يهدمه، ولا يحقق فيهم سوى ما اكتووا بناره من ذل وعبودية لغير الله رب العالمين "ولا تنازعوا قتفشلوا وتذهب ريحكم". "ولا تكوانوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءتهم البينات". "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء".