/ صفحه 411/
شاعر العبيديين "الفاطميين" وهم من الشيعية الإسماعيلية، يعرض في شعره لمصطلحاتهم وعقائدهم فتطوّعها مَرَانته وقوة روحه للانسياب في جداوله الرقراقة، حتى تزاوج الخيالَ وتساميه، وتسابقه إلى القلوب في تعاشق والنسجام. فاسمع ما يقول في إحدى قصائده:
أسْد، وشهباء السلاح متون و وراء حق ابن الرسول ضراغم
و المدركان: النصر والتمكين الطالبان: المشرفية، والقنا
هضبُ، ولا البيد الحُزون حزُون و صواهٌل، لا الهضب يومُ مغارها
علقت بها يوم الرهان عيون عُرفت بساعة سَبْقها، لا أنها
مرت بجانحتيه وهى ظنون و أجل علم البرق فيها أنها

وله ظهور دونها وبطون ماذا تريد من الكتاب نواصب
في آل ياسين ثوتْ ياسين هى بغية أظللتموها فارجعوا
نزل البيان، وفيهم التبيين ردّوا عليهم حكمهم، فعليهم،
و النور نور الله، وهو مبين البيت بيت الله، وهو معظم
والسر سر الوحى وهو مصون والستر ستر الغيب وهو محجب
و الفوق أنت، وكل فوق دون النور أنت، وكل نور ظلمة
هذا بهذا عندنا مقرن فرضان من صوم، وشكر خليفة

فهو يشير بقوله: "ماذا تريد من الكتاب نواصب" إلى أحد مصطلحاتهم وهو "التأويل" فعندهم "لكل ظاهر من الأحكام الشرعية باطن، ولكل تنزيل تأويل، فالتأويل هو الباطن، والتأويل لا يعلمه أحد إلا الله ورسوله وخلفاؤه المنصوبون بالنص والتوقيف منه، ويناله الناس منهم عل قدر استعدادهم وتهيئهم.
ويشير بقوله: "فرضان من صوم وشكر خليفة" إلى إحيد عقائدهم، وهى أن معرفة الإمام واجبة على كل الناس، وكذلك ولا يته، لقوله (صلى الله عليه وسلم): "من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية".

ويقول في قصيدة أخرى:
عليم بسر الله غير معلم غدوا ناكسى أبصارهم عن خليفة
شعاع من الأعلى الذي لم يجسم و روح هدى في جسم نور يمده
دليل لعين الناظر المتوسم على كل خط من أسرة وجهه
على ابن نبى منه بالله أعلم إمام هدى، ما التف ثوب نبوة
إلى أريحى منه أندى وأكرم ولا بسطت أيدى العفاة بنانها
على ملك منه أجل وأعظم ولا التمع التاج المفصل نظمه
و علم لأخرى لم تدبر فتعلم فقيه لنفس ـ ما استدلت ـ دلالة