/ صفحه 410/
تباشِر مِكْواها الفؤادَ فينْضج أيحيى العلاء لَهْفى لذكراك لهفة
فتصبح في أثوابها تتبرج؟ لمن تستجدّ الأرض بعدك زينة
عليك وممدود من الظل سجسَج(1) سلام، وريحان، ورَوح، ورحمة
يَرفّ عليه الأقْحوان المفّلجُ ولا برح القاع الذي أنت جاره
سوى أرَج من طَيْب المسك يأرج ويا أسفا ألاّ ترد تحية
ثويت، وكانت قبل ذلك تَهْزَج ألا إنما ناح الحمائم بعد ما
بنى مصعب، لن يسبق الله مُدْلج نظارِ، فان الله طالب وتره
ستظفر منكم بالشفاء فَتَئْلَجُ!(2) لعل قلوبا قد أطلتم غليلها
و ختمها بقوله:
والقصيدة في عشرة ومائة بيت، كلها على هذا النسق من الجودة والسمو معنى وأسلوبا؛ لولا هجاؤها "الفاحش" كما قال أبو الفرج؛ وقد سيقت على وجهها في الكتاب، وفى ديوان ابن الرومي، لمن طلب المزيد.
وقلما عرض العشر للحقائق العلمية، واحتفظ بروح؛ ولكن فتى الأزد محمد بن هانيء الأندلسي،
ـــــــــــ
(1) في الحدي: نهار الجنة سجسج أى معتدل لا حرفيه ولا قرآن، وفى رواية: ظل الجنة سجسج، أى لا ظلمة في ولا شمس "لسان العرب".
(2) ثلجت نفسى بالشيء، بكسر اللام وفتحها، تثلج وتثلج، بفتح اللام وضمهاء اشتفت به واطمأنت إليه.