/ صفحه 404/
بالقاهرة، ومجموعة ضمن الرسائل اليمنية اللاتى طبعت منذ عشرين عاما تقريباً، وهى للإمام يحى بن حمزة اليمنى الزيدي.
وحاصل هذا المقال، هو أن من تجرد من أثواب التعصب المذهبى ونظر في مؤلفات زيدية اليمن عموما، وفيما قد طبع منها خصوصاً، لا يخرج منها إلا مؤمنا أعظم إيمان بأن إخوانه (الشيعة الزيدية) ليسوا كما أشيع عنهم جهلا من الشذوذ والبتداع في الرأى والعقيدة والرواية والمأخذ، كما أنهم أيضاً بريئون من الجمود والتعصب المذهبى الذي طالما رموا به، بل إنهم كغير هم من إخوانهم المسلمين رواية وأخذا للشريعة الإسلامية من دواوينها المشهورة التي دونها أئمة الحديث وحفاظه المشهورون، كما أنهم أيضاً كغيرهم من المسلمين انصافا وتسامحا وحرية وحبا للسلف الصالح من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وتوليا لخلفائه الراشدين، وفى الوقت نفسه يؤمن أكمل إيمان بأنهم من أبعد المسلمين عن البدعة، وأقربهم إلى السنة، وأن المذهب الزيدي، والمذهب الحنفى أخوان، ومهما تخالفا فلن يخرج المذهب الزيدى عن أى مذهب من المذهب الإسلامية الأخرى، وهكذا ما تفرع عنه من فرقٍ ومذاهب، حكمها حكمه خصوصاً المذهب الهادوى منها، وقد يشذ هذا الأخير وينفرد بأقوال لا يوافقه عليها غيره مطلقا، ولكنه انفراد يسير في مسائل جزئية محصورة.
وهكذا صار واضحاأن ما أشيع عنهم، هم منه برآء، ومهما وجد بعض من ذلك، فلن يتجاوز عدداً مخصوصاً من متطر في فقهائهم يتضاءل أمام الجم الغفير من علماءهم الذين ترى أقوالهم العلمية مسجلة على صفحات الكتب بروح عظيمة من التسامح والانصاف والتحرر الفكري؟