/ صفحه 350/
وهما خطابان لمحمد (صلى الله عليه وسلم)، ولم يوجد في القرآن خطابً له بوصف الرسالة سوى هذين.
وقد ناداه بوصف النبوة في مواضع متعددة.
ناداه بهذا الوصف في تنفيذ بعض ما كلف به من جزئيات الأحكام المشروعة "يأيها النبى حرِّض المؤمنين على القتال". "يأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين".
وناداه به في بعض شئون خاصة به " يأيها النبى قل لأزواجك إن كنتنَّ تردْن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكُن وأسرحكنَّ سراحاً جميلا. وإن كنتن تردْن الله ورسوله والدارَ الآخرة فإن الله أعدَّ للمحسنات منكنَّ أجراً عظيما، "يأيها النبى لم تحرِّم ما أحلَّ الله لك تبتغى مرضاة أزواجك".
وناداه به في بعض تشريعات عامة للمؤمنين "يأيها النبى إذا طلَّقتم النساء فطلقوهن لعدَّتهن وأحصوا العِدّة".
وناداه به في أمره بتقواه وتحذيره إطاعة الأعداء أو التأثر بمقترحاتهم "يأيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما واتبع ما يوحى اليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا".
وكما نادى الله رسوله بوصف الرسالة والنبوة ـ كما رأينا ـ ناداه بحالة صار اليها لمناسبة خاصة " يأيها المزمِّل". "يأيها المدثَّر". وفى الخطاب بهذين الوصفين تأنيسٌ له وملاطفة على عادة العرب في اشتقاق اسم للمخاطب من صفته التي هو عليها كقوله عليه الصلاة والسلام لعلى كرم الله وجهه حين رآه وهو نائم قد لصق بجنبه التراب: قمْ يأبا تراب.
ويجدر بنا أن نلاحظ هنا أمرين:
أولهما: أنه لم يقع نداء لمحمد (صلى الله عليه وسلم) باسمه الصريح كما وقع لغيره من