/ صفحه 348/
والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله؟ ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين، قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين".
(5) "يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
هذه النداءات الخمسة التي ذكر نا أنها ترمى إلى هدف واحد في تركيز الأمة الإسلامية، وصيانتها من عوامل الضعف الداخلية والخارجية، وتمكنت فيه فوامل الافساد داخيل وخارجية من قلوب المسلمين، فقطعت أواصرهم، وجعلتهم طعمة لأعدائهم، ووقفت بهم عن بلوغ الغايه السامية التي رشحتهم لها العناية الإلية بما أمدتهم به من دين صالح، وهداية قويمة، وأخلاق متينة، وهى قيادة العالم إلى سواء السبيل، والوصول به إلى الحياة الطيبة السعيدة ـ جدير بنا أن نقف عندها وقفة يتجلى لنا فيها ما انطوت عليه من أسرار، وما أرشدت إليه من سنن، وما هدت إليه من سبيل.
ولكننا بين يدى هذه الوقفة، نقدم كلمة عن النداءات الإلهية الواردة في القرآن الكريم، نراها مفيدة في استجلاء ناحية هامة من أسلوب ذلك الكتاب الحكيم في التكاليف والارشادات.
لله سبحانه وتعالى نداءات كثيرة في القرآن الكريم، وللنداء عامة دلالته على كمال العناية. وعظيم الاهتمام بالمطلوب وبالمنادي، وأمرُ ذلك في جميع الغات معروف مشهور.
نداءمن إله قوى قاهر حكيم مدبر، يعلم سر العالم وباطنه، إلى عباد مؤمنين