/ صفحه 347/
سبيل الحياة الطيبة، والتلقى عن الله ورسوله، بثت عدة "نداءات إآلهية" قوية للمؤمنين بعنوا الإيمان الذي اتصفوا به، كان من أبرزها خمسة تدور حول أساس واحد هو تركيز وحدتهم. وصيانة كتلتهم، والاحتفاظ بشخصيتهم كأمة متماسكة لا تختلف ولا تتفرق، ولا تسمح لعوامل الضعف والانحلال أن تتسرب إليها من داخلها أو خارجها.
هذه النداءات الإلهية الخمسة هى قوله تعالى:
(1) يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب برودكم بعد إيمانكم كافرين، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله؟ ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم".
(2) "يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم".
(3) "يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لايألونكم خبالا، ودوا ماعنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون، هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم، وتؤمنون بالكتب كله، وإذا لقوكم قالوا أمنا، وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور، إن تمسسكم حسنة تسؤهم، وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها، وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا، إن الله بما يعملون محيط".
(4) "يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون، واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس