/ صفحه 313/
الوزير نظام الملك (1)
وَوحدة المُسْلِمِيْن
لحضرة الكتاب الفاضل الدكتور يحيى الخشاب
الأستاذ بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول
كان يلقب بقوام الدين، كما كان يلقب بنظام الملك، وذلك أنه لم يكن بارعا في السياسة والوزارة والنهوض بأعباء الملك فحسب، وإنما كان أيضاً عارفا بالدينْ، مشاركا أهله في مجالسهم ومناظراتهم، حريصاً على العلم وأهله، مولعاً بما يولع به الزعماء المصلحون من تقويم الأفكار، وغرس المباديء الصالحة في الشعوب، ومحاربة عوامل الضعف والسقوط أينما ظهرت.
وبدأ نظام الملك حياته العملية مع الأمير "ألب أرسلان" ومضت الأيام مسرعة، ورقى "ألب أرسلان" عرش السلاجقة،و أصبح كاتبه وزيراً لأكبر دولة إسلامية في القرن الخامس.
كان نظام الملك بعيد النظر، وسايع الأفق، شديد الإحساس بما يدورببلاده ومن حول بلاده: رأى الأمة الإسلامية مقسمة إلى خلافات ثلاث: خلافة بغداد، وخلافة مصر، وخلافة الأندلس،
ـــــــــــ
(1) هو الوزير الخطير ذو النظر الثاقب، والرأى الصائب: أبو على الحسن بن اسحاق ابن العباس الطوسي، نسبة إلى طوس بخراسان، إحدى مقاطعات إيران، واتصل بداود ابن ميكائيل السلجوقي، فأخذه بيده وسلمه إلى ولده ألب أرسلان، وقال له يا محمد، هذا حسن الطوسى اتخذه والدا ولا تخالفه، فلما وصل الملك إلى ألب أرسلان استوزره فدبر ملكه عشر سنين، وما ألب أرسلان فوزر من بعده لابنه ملكشاه نحو عشرين سنة، وتوفى سنة 485 هـ، وعمره ست وسبعون سنة: