/ صفحه 310/
ولو أردنا أن نذكر أسماء العلماء والأدباء من أهل السنة الذين تخرجوا على أساتذتهم من الشيعة أو بالعكس، لا حتجنا إلى تحرير مجلد ضخم، ومن هؤلاء: فخر الذين الرازى صاحب التفسير الكبير، فقد كان من تلاميذ أحد مشاهير فقهاء الإمامية وهو "سديد الدين محمود بن على الحمصى الحلي" كما أن "محمد بن مكى العاملي" المشهور بالشهيد الأول، وهو من أعاظم علماء الإمامية في المنقول والمنقول، قد تلقى بعض علومه على أربعين شيخاً من علماء السنة، وكلُّ من فخر الدين الرازى والشهيد الأول، مشهور في عقيدته ونحلته في قومه، ثم ممن وافق الإمامية في عدم العمل بالقياس النَّظام، وجماعة من المعتزلة، كيحيى الاسكافي، وجعفر بن مبشر، وجعفر بن حرب، وإمام أهل الظاهر ابن حزم الأندلسي، ودواد الظاهرى وكلهم من أهل السنة، فهل استقى هؤلاء آراءهم في إبطال القياس من أصلى شيعى ياتري؟
على أن أثار الطوافى الكثيرة في الفقه الحنبلى وأصوله، كافية لهدم أقوال المتطرفين من أصحابه فيه لرأى غالى به في المصالح المرسلة كما يقولون، ويقرب منه قول الحنفية بتخصيص النص العام باالعرف العام، لدفع الحرج والمشقة والضرر، وكذلك قول المالكية بجواز الاحتجاج بالاجماع وتقديمه على النص، ومنهم من قال بجواز نسخ النصوص بالاجماع.
ونكتفى الآن بهذه العجالة،‌ؤ ما قصدنا بها إلا تأليف القلوب، وخدمة البحث العلمي، والله تعالى من وراء القصد، وهو الموفق5 للصواب؟