/ صفحه 300/
الشعراء المحدثين قد خطوا بفهمهم لأصول الفن الشعرى خطوات جديدة، ووثبوا بالأداء النفسى وثبات أقل ما يقال فيها إنها ردت للألفاظ قيمها التعبيرية حين ردتها إلى محاريبها النفسية، فغدت وهى صلوات شعور ووجدان، (كذا) وان النقد الحديث قد وجد ضالته في هذا الشعر الذي قد وجد نفسه (كذا) ولئن مضت المرحلة الأولى من مراحل هذا التجديد بوفاة شوقي، لقد بدأت مرحلته الثانية بمدرسة أخرى من بعض شعراء الشباب، وعلى رأسهم: "إيليا أبو ماضي" الذي يعد شعره نمونذجا كاملا للشعر الجديد، يحوى عناصره الفنية جميعا، وقد أورد بعضهم ـ تأييداً لرأيه ـ من شعر إيليا، قصيدته "و طني" التي يقول فيها:
حَدقْ، لتعرف من أنا؟ وطن النجوم، أنا هنا
فتى غريرا أرَعنَا؟ ألمحتَ في الماضى البعيد
النسيم مُدَنْدِنا جذلان، يمرح في حُقولك
مهللا متيمنا و يخوض في وحل الشتاء،
ولا يخاف الألسنا لا يتقى شر العيون،
القول عنه: تشيطنا ولكم تشَيْطَنَ كى يدور
دنياه كانت هاهنا أنا ذلك الولد الذي
فاضت جداول من سنا أنا في مياهك قطرة
غنى بمجدك فاغتني أنا من طيورك بلبل
إلى أن قال:
في الأرض ينشد مسكنا عاش الجمال مشردا
رحله وتوطنا حتى انكشفت له فألقي
فكنت أنت الأحسنا و استعرض الفن الجبال،
و يعدون من بدع التعبير: "حَدِّقْ لتعرف من أنا" و"أَرعنا" و"مدندنا" و"يخوض" و"أنا