/ صفحه 213/
وثانيهم هو صدر الدين محمد بن منصور بن محمد بن الراهيم الشيرازي، وهو حفيد الأول، ويقال له الأمير صدر الدين محمد الثانى أو المير صدر الثاني، وهو أبن الأمير غياث الدين منصور مؤسس المدرسة امنصورية بشيراز، وله شهرة واسعة في الحكمة ولاكلام والفقه، وزاد في مكانته رفعة وشهرة أن كان من الوزراء وأصحاب الجاه، ولصدر الدين الثانى شهرة خاصة برساله قصيرة عنوانها "التوبة النصوح" يتجلى فيها الإخلاص، وله رسالة في تحريم الخمر والحشيش، وكان يسمى في أيامه حشيشة البنج، وبيان مساويهما من جميع الوجوه، وكان كثير العناية بمؤلفات والده والتمجيد لذكراه؛ وصدرت منه إجازات لبعض المعروفين من فضلاء عصر تشهد له لإخلاص التوجه نحو التعليم كما يدل بقاؤها على تقديره والاعتزاز بالأخذ عنه، وقرر العلامة صاحب الروضات أن وفاته كانت كما ذكر صاحب المجالس (1) سنة ثمان وأربعين وتسعمائة وأنه دفن بجوار والده (2) ولواقع أن والده الأمير غياث الدين منصور هو الذي توفى في هذه السنة، وأن ابنه صدر الدين عاش بعد ذلك عدة سنوات، كما يشهد بذلك ما نقله صاحب الروضات نفسه من كلام لصدر الدين الثانى في آخر رسالته في ذم الخمر، حيث ذكر تاريخ الانتهاء من تحريرها، وهو 25 من ربيع الثانى سنة 961، كما ذكر أيضاً تاريخ الفراغ من نقلها من المسودة، وهو يوم الغدير من سنة 962، وعلى ذلك فإن صدر الدين الثانى قد توفى بعد يوم الغدير من سنة 962.
أما الثالث: وهو موضوع هذا المقال، فإنه لا يمت إلى السابقين بصلة القرابة، وإن كان يتفق معهما في اللقب والاسم والنسبة إلى شيراز، بل يتفق مع الأول
ـــــــــــ
(1) مجالس المؤمنين (باللغة الفارسية) للقاضى نور الله المرعشى الشوشتري، وهو مطبوع على الحجر في تبريز، وقد رجعت إليه ووجدت جل ما ذكره الخوانسارى في ترجمة الأمير منصور الشيرازى وولده صدرالدين مترجما عن المجالس ص 340 ـ 341 من الطبعة امذكورة والمدهش أننى رأيت فيها أيضاً تحديداً لوفاة الصدر الثانى في شهور سنة 948 كما نقل عنه الخوانساري، وهو سهو عجيب.
(2) روضات الجنات، ج 4، ص 130، وما بعدها.