/ صفحه 212/
صَدْر الدّين الشيرازي
مجَدِدّ الفلسَفة الإسْلاميّة
لحضرة الدكتور محمود محمد الخضيري
أستاذ الفلسفة بكلية أصول الدين
يطلق هذا اللقب صدر الدين مع النسبة إلى شيراز، بل أيضاً مع اسم محمد، الذي هو اسم الفيلسوف الكبير الذي نصف في مقالنا شيئا من أحواله وأعماله، ونلخص بعض أبفكاره، على أعلام ثلاثة من رجال إيران، ممن مخدموا العلوم الإسلامية، وخلدوا في تاريخها الأنفسهم أطيب الذكر، ويدعونا هذا الاتفاق الغريب في الاسم واللقل والنسبة بين رجال تفرق بينهم الأجيال والسنون على كثرة من انجبت شيراز من علماء أولى شأن ومكانة ملحوظة في بناء الحضارة في الإسلام.
وأول هؤلاء الرجال الثلاثة هو أبو المعإلى صدر الدين محمد بن إبراهيم الحسينى الدشتيكى الشيرازي، ويقال له الأمير صدر الأول أو الكبير، كان معاصرا للعلامة لادواني، وصنوه في العلم وجرت بينهما مناظرات كثيرة مشهورة، وكانا يتنافسان في شرح " تجريد الكلام" للمحقق نصير الدين الطوسي، ولكل منهما عل شرحيه القديم والجديد عدة حواش وتعليقات قيمة، كما أن لصدر الدين هذا مؤلفات أخرى كثيرة في التفسير وعلم الكلام والفلسفة، وقد توفى مقتولا في رمضان سنة 903 هجرية، عن نحو خمسة وسبعين عاما بعد أن أسس أسرة كبيرة نبغ منها خلال عدة قرون، رجال شاركوا في الأدب والعلم والسياسة مشاركة جليلة.(1)
ـــــــــــ
(1) تراجع ترجمته المفصلة في مواضع مختلفة من كتاب روضا الجنات للعلامة محمد باقر الخوانساري، لا سيماج، ج 4، ص 134 وما بعدها.