/ صفحه 201/
المعاهدات الإسلامية في عهد الراشدين ـ يعجب لمبلغ الحترام الإسلام للإنسانية وللحرية الدينية، ومقتضيات الكرامة الانسانية، ولقد نهج المسلمون في حياتهم العلمية هذا المنهج حتى تركزت تماما تلك المابديء، وبرزت إلى الوجود، القوميةُ الإسلامية، المتميزة بمشخصاتها عن غيرها من القوميات الأخرى في عصور الإسلام الأولى، ولا تزال رائحة تلك القومية عالفة بأرض الشرق حتى اليوم، وعرف العالم اصطلاحا جديدا لتقسيم الأرض، بكلمات: أرض الإسلام وأرض الحرب؛ أو دار الإسلام ودار الحرب، وعرف السكان باسم: المسلمين والحربيين، وأصبح وطن المسلم هو دار الإسلام موطن القومية الإسلامية وألغيعت الحدود الجغرافيه التي اصطنعها ظلم الاسنسان لأخيه الإنسان، وأضحى المسلم على حدود الهند ينادي: لا إله إلا الله ء فيجيبه أخوه على شاطيء الأطلسي: نعم ومحمد رسول الله ويلتقيان في درا الإسلام في المكان الذي يريدانه دون قيود أو حدود، وجوازهما كلمة التوحيد فحسب؛ وأصبح لكل مسلم في دار الإسلام حق في أن يعيش حرا كريما حياة شريفة كريمة بلا أثرة ولا محاباة، وأصبح على الأمه أو الدولة أن تمكنه من جميع الوسائل الممكنة التي تعينه على تحصيل حياة كريمه، وعلى القيام بتكاليفه والتزاماته، واستخدام حريته في غير عدوان على حريات الأخرين "و الرجال وبلاؤه في الإسلام؛ والرجل وقدمه؛ والرجل وحاجته"من غير إسراف ولا تفريط، فإذا قيدت حرية الفرد أو عطلت. لغير مبرر شرعى من عدوان على مال أو نفس أو عرض؟ أو منع من وسائل أداء تكاليفه خرج من عهدته، وكان تكليفه اعتسافا، لأنه "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" و"لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها" وتلك غاية العدالة!.
ويؤكد القرآن وجوب تحقق هذه العناصر في الأمه "الحرية. الأخوة المساواة" بعبارة رائعه أخرى على نفس الأساس الذي تحدثنا عنه، فيقول رداً على المنافقين الذين قالوا: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل" يقول: "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين" وسواء أكانت العزة هى القوة والغلبة، أم الكرامة والقوة، فانها ـ بحكم السياق ـ لا تخرج بحال عن المعنى الذي يقرره فقهاء السياسة