/ صفحه 170/
عود على بدء
حّقوقّ الإنسان
لحضرة صاحب الفضيلة
الأستاذ الجليل الشيخ عبد العزيز المراغي بك
عضو جماعة كبار العلماء والإمام الخاص للحضرة الملكية
كان، ولا يزال، مما أولع به المتغطرسون من الغرب، أن يعلقوا دائما على الصراع بين الشرق والغرب، أثناء امتداد موجة الفتح الإسلامي، بقولهم : لو كتب للمسلمين النصر في معركة بواتييه، وأضلت راياتهم أوروبا لأصبحت تلك البلاد التي انطوى عليها ملكهم، وأظلتها أعلامهم أبعد ما تكون عن المدنية أو أبعد شيء عن ذلك النظام المبارك الذي تنوء به كواهلهم، والذي يوقعهم في ورطة بعد ورطة، واضطراب بعد اضطراب، على سنن لا يعلم إلا الله ما مصيره، وكيف وأين ينتهي.
هذا دينهم، وذاك هجيراهم، أما نحن فنحمد الله على تلك الفوضى التي كانوا يخافون الوقوع فيها لو قدر لأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام أن ينتصروا، ونسأله المزيد من التوفيق للاعتصام بما يخشون أو يسود مجتمعهم المبارك، والمبارك جداً!... ونقول مع القائل :
إن كان رفضاً حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي
ولقد ألممنا في العدد الماضي من مجلة رسالة الإسلام بموضوع حقوق الإنسان إلمامة عابرة، رجونا بعدها أن يوفقنا الله للعودة إلى ذلك الموضوع عسى أن نسلم مرة أخرى بحقوق الإنسان في تاريخنا وتاريخهم، وشرعنا وشرعهم، وقبل أن نعرض لكلمة عن تاريخ حقوق الإنسان في أوروبا، نود أن نلفت نظر القارئ