/ صفحه 120/
أن يتخذوه أساسا في البر بأنفسهم واُمتهم ومجتمعهم، في جناياتهم وعباداتهم، وفى علاقتهم بمن يخالفهم في الدين، وفى نظام الأسراة بينهم، وفيما يوجبه عليهم تضامنهم الاجتماعي، وفيما يطهر مجتمعهم من مساويء الطغيان المالي، وفيما يجب أن يتخذوه من وسائل الاستيثاق في الحقوق المدينة، ويبدأ هذا السياق من قوله تعالى: " يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى" إلى قبيل آخر السورة، والاعتكاف، وتحذر من أكل أموال الناس بالباطل، وتذكر الأهلة، وأنها هى التي يعتمد عليها في المواقيت الدينية للناس، كالصيام والحج وعدة النساء ومدة الإيلاء، وتذكر بواعث القتال والغاية التي ينتهى عندها القتال، وتذكر الحج والعمرة، وتذكرا الخمر والميسره، واليتامى واصلاحهم، وحكم مصاهرة المشركين أو الإصهار إليهم، وتذكر حكم المحيض، وو جوب توقى أذاه، وتذكر الأ يمان والإيلاء من النساء، وتذكر الطلاق والعدة، والخلع، والرضاع، وتذكر الإنفاق في سبيل الله، وتضرب لجزائه الأمثال في المضاعفة، وتذكر أدبه، وتجذر من الرياء فيه، وتضرب له الأمثال، وتذكر الربا وخطأ الناس في إلحاقه بالبيع، وتتوعد عليه: بالمحق، وتعلن حرب الله على من أتخذه اساساً له في الحياة، وتختم ذلك بقوله تعالى "و إن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون" ثم تذكر كتابة الديون، وإملاءها والإشهاد عليها، وتبين حكمة ذلك بما يرجع إلى تحقيق العدل بين الناس وحفظ الحقوق،كما تذكر الرهن إذا لم تتيسر الكتابة، ثم تحذر كتمان الشهادة " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتهما فإنه آثم ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " مع بيان سنة الله في تكليف عباده وفى مؤاخذتهم " لا يكلف الله نفسا الا وسعها " " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " وبذلك يلتقى ـ كما قلنا سابقا ـ آخر السورة مع أولها .
هذه حبّات جانبى العقد الذي ينتظم موضوعات سورة البقرة والتى جاءت آية