/ صفحه 110/
ب ـ مهد ايران:
وكتب إلينا حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمد الككرمي نزيل قم ـ حوزتها العلمية ـ كتابا جاء فيه:
من الآمال الصالحة التي يزويها دماغ المسلم الحر والمؤمن الصريح أن تتكون رابطة ثقافية منصفة، تدعو إلى الوحدة الحقة، والا نضواء تحت راية الإيمان والإسلام، وذلك ما تدعيه جماعة التقريب لأنفسها. ولكن هل يمكن لَمُّ هذه الفرق المتشعبة، الراميةُ ـ كما يزعم كل منها ـ إلى الإسلام "أولا"؟ وهل تستطيع جماعة دار التقريب بخاص أنفسها لم هذا الشعت بعد إمكانه "ثانياً"؟ وهل تقوم هذه الوحدة "ثالثاً"؟ فهذه ثلاث نقاط يجب أن يشر؟؟؟؟ البحث.
فأما مسألة إمكان هذا التوحيد بصورة دقيقة جدا بجيث يستطاع ملاشاة كل فارق بين هذه الفرق بالبرهان القاطع والدليل ـ أولا ـ وإخماد ثائرة العصبيات لا اختلاف فيها ولا خلاف ـ ثالثاً ـ فذلك من المستحيلات العادية حتما، والمنازع في هذه المرحلة مكابر بلا شبهة.
نعم إمكان توحيد الأصوات المتباينة في دعاية كل منها لخاصة نفسه، إلى صوت واحمد يدعو إلى الإسلام والإيمان بكتابه وسنته الصحيحة، ونظمه المتلقاة من صاحب الدعوة على يد أجياله، وسلسله رجاله الثقاة، فذلك له حظ من الصحة ولاقبول، ولكن يحتاج إلى قطع عقبات ليست بقليلة المؤنة من كل شيء.
وأما مسألة جماعة دار التقريب واستطاعتهم بخاص أنفسهم إلى رتق هذا الفتق، فمن غير ذم لهم، ولا انتقاد لأقل رجل فيهم ـ يشهد الله ـ لا يستطيعون النهوض بهذا العبء، مالم يستدعوا رءوس الفرق المهمة، وأهل الحل والعقد والعلم والعمل منهم، إلى مشاطرتهم في هذا الموضوع الرهيب، والتوسل إلى حضورهم