/ صفحه 111/
في هذا المقام بكل وسيلة تستطاع، فإن لأصواتهم أثرا عميقا في قلوب أتباعهم، لا تستطيع جماعة التقريب بمحض رسالتها هذه (و إن كانت قيمة ـ أن تبلغه. وأما مسألة الوسائل التي التخذوها لمثل مضروعهم هذا، فقيها مواقع للنظر.
أما أولا: فيجب أن تكون مجلتها ذات وضع خاص، يلائم روح دعوتها، فلا يبحث فيها عن الموضوعكات التي لا تتصل بمهمتها.
وأما ثانيا: فمن اللازم على أعضاء دار التقريب أن يعنونوا الفوارق بين المذاهب، ويبحثوا عنها صحة وبطلانا، ويبينوا هل يليق أن تكون حاجزا بين قبيل وقبيل من المسلمين ‌أو لا؟ مع مراعاة كمال الأدب ـ كما هو ديدنهم.
وأما ثالثاً: فيجب على هيئتها التحريرية القضاء تأييداً وتفنيدا تحت گل مقال تنشره في المذاهب حتى يستبين الحق لطالبه.
ومن الطريف جدا أنا نري كثيرا من الناس يحبذون طريقة التقريب وسعي جماعته ويتظاهرون بالوقوف في مصاف أهله، ولكن من دون أن يتزحزحوا عن عقائدهم ومشاربهم وعصبياتهمقدر أصبع.
وأما رابعاً: فقد بلغني أن سنة هذه المجلة أربعة أشهر وهذه المدة قليلة جدا في حق درا التقريب فانها في حاجة ماسة إلى نشر منوياتها عاجلا، وعلى اتصال، حتى ينتبه من صرعه سكر الغفلة، ويهندي بتعاليمها القيمة من له قلب أو ألقى اسمع وهو شهيد.
هذه رسالتي، أقدمها إلى رسالة الإسلام، مع كمال الإخلاص لها، ولدعوتها، ولرجالها الأحرار، راجيا إمعان النظر فيها والقضاء بالانصاف؟
رسالة الإسلام: نكر الأستاذ الفاضل على غيرته، ولا شك أن المرتقي صعب، ولكنه يسيرلوتآلف القلوب، وخلصت النيات، أما ماعسي أن يكون من نقص يراه الأستاذ في بعض وسائلنا، فلله الكمال وحده، والتدرج كفيل بالإحسان لمن اجتهد، لعل الستاأ يجد في كلمة التحرير بهذا العدد ما يرضيه، والله المستعان؟