/ صفحه 11/
درجات الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، وفيهم يقول الله عز وجل في هذه السورة: "أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون" ويقول في غيرها: "كتاب فصّلت آياته قرآنا عربياً لقوم يعلمون" "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق" "إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا" . "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" . "وإنه لتذكرة للمتقين"
وهكذا يبين الله في كثير من آيات القرآن خلال الطائفة التي تنفع بالقرآن، وتنظر الخير والفلاح بهدى القرآن.
الطائفة الثانية:
أما الذين فسدت فطرتهم بموروثاتهم الفاسدة، وأوهامهم الضالة، وعصبيتهم الغاشمة، وطُمس استعدادهم لإدراك الحق بالمادة المظلمة، فلم يعرفوه، ولم يؤمنوا به، وطغوا وبغوا، وعاندوا ولجوا في العناد، وأخذوا يحاربون الله ورسوله والمتقين في السر والعلن "وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه، وفي آذاننا وقر، ومن بيننا وبينك حجاب" فالقرآن عليهم عمي وأولئك هم الكافرون، وفيهم يقول الله عز وجل في سوره البقرة: "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" ويقول في غيرها: "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين وإنه لحسرة على الكافرين". "ولا يزيد الظالمين إلا تبارا". لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون. إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تندرهم لا يؤمنون". "سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين". "والذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون".