/ صفحه 107/
الثاني: أنا لو نظرنا إلى فرق الإسلام وطوائفه علمنا بوجود خلافات وآراء أساسية، بها تمتاز كل فرقة عن فرقة وطائفة عن طائفة، وهذا الخلاف متي وجد وكيف ظهر ليس هنا محل بيانه، والخلافات الموجودة بين المسلمين لا تخلو عن أحد ثلاثة.
الأول: في الأصول.
الثاني: في الفروع.
الثالث: الناشيء عن أقلام مستأجرة ونزعات قومية جاهلية، ومن بعض الكنبة المباهتين لفرق الإسلام وطوائفه إيقاداً للفتنة وتفريقا بين المسلمين وابتغاء لعرض الدنيا، وربما كان من الأجانب الذين يهمهم أن تبتل عوامل الائتلاف وأسباب المودة يكتبون من تلقاء أنفسهم أشياء ثم ينسبونها إلى أصول طائفة أو فروع طائفة حتى تتكون بينهم العداوة والغضاء ليسودوا عليم في ديارهم وأوطانهم خذلهم الله.
ثم قال: وةذا الخلاف في الحقيقة يرجع إلى الخلاف في الاولَيْن، ولا يمكن لأحد ولا جمعية إصلاحه لأسباب لا تخفي على البصير.
وإما الخلاف الذي في الفروغ فلا ضرر منه ولا ضير، لأنه ناشيء عن طرق الاستنباط من الأدرلة المقررة في أصول الفقه، وهو يكون بين أفراد كل طائفة من ذوي رأيها.
ويطهر من جماعة التقريب أنها لا تردي المساس بالفقه الإسلامي، ولا إدماج مذاهبه بعضها في بعض كما هو الحق، وليس لأحد القول به، بل لا يمكن ولين يمكن الذهاب إليه، لأن باب الفهم والاستنباط من الأدلة المقررة في محله مفتوح لكل مجتهد من كل فرقة وطائفة.
فبقي الخلاف في الأول ـ الخلاف في الأصول ـ وبه أمتازت كل فرقة عن الأخرى، وكل طائفة عن أختها. وإن الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، يشير إلى الخلاف في الأصول.
فبان أن الخلاف والاختلاف الواقع بين المسلمين من جهة تفرقتهم في الأصول لاغير، فيجب على رجالات الإصلاح التفكر في الإصلاح بينهم من هذه الناحية.