/ صفحه 78/
الهند، وقد وضح ذلك في انتخابات سنة 1946 إذ فاز حزب الرابطة الإسلامية في المجلس التشريعي بـ 427 مقعدا من مجموع عدد المقاعد المخصصة للمسلمين، وقدرها 482 مقعداً، وأصبح من الواضح ضرورة الاعتراف بأحقية المسلمين في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وأن تكون لهم دولة خاصة، لأن تسعين مليوناً ليسوا أقلية، وإن كان مجموع السكان يبلغ 360 مليون نسمة.
أما انجلترا فقد فكرت طويلاً، وانتهى تفكيرها إلى ضرورة نقل السلطة من يدها إلى يد الهنود أنفسهم، وتركت لهم حرية اختيار نوع الحكم الذي يريدونه وكلفت لورد مونتباتن ليحمل مشروعها إلى الهند، وليأخذ بأسباب تنفيذه، وأيقن الهندوكيون أن مشروع باكستان أصبح حقيقة لا مفر منها، وأنه لا مندوحة عن تقسيم الهند، أرادوا ذلك أم لم يريدوا. وأثارت تلك الحقيقة أعصاب متطرفيهم فتحركوا للإنتقام من المسلمين، وذبحوا منهم في الشوارع، وحرقوا بهم البيوت واقتحموا عليهم المساجد، وطاردوهم في كل مكان حتى أفنوا منهم خلقا كثيراً.
وخوفاً من نتائج ازدياد تلك الحركة الاجرامية قِبل حزب المؤتمر في يونيو سنة 1947 الموافقة على مشروع التقسيم الذي تقدم به لورد مونتباتن لينهى حالة الفزع والفوضى والتقتيل التي سادت البلاد، ومما يجدر ذكره أن لجنة حزب المؤتمر قد قبلت هذا المشروع بأغلبية 135 صوتا ضد 29 صوتاً، ولم ينتصف أغسطس سنة 1947 حتى أعلن قيام دولتي الهند والباكستان، كما أعلن انتهاء الاحتلال البريطاني للهند، ذلك الاحتلال الذي استمر قرابة ثلاثة قرون.
أساس مشروع الباكستان هو أن تتكون من الولايات الهندية ذات الأغلبية المسلمة، دولة يكون الحكم فيها للمسلمين وحدهم. وهذه الولايات هي: بنجاب، أفغان، كشمير، سند، بلوخستان، ومن هذه الولايات جاء اسم: باكستان، غير أن جغرافية الباكستان الحالية تختلف عن هذا، فالدولة الجديدة تتكون من وحدتين جغرافيتين منفصلتين هما: الباكستان الشرقية في شرق الهند، وهو عبارة عن مقاطعة كبيرة من البنغال، وقسم من إقليم سيلهت الغني المجاور لمقاطعة آسام