/ صفحه 77 /
في كل شئ، وأنفذوا ما رغبوا فيه من قرارات دون اهتمام أو مبالاة بمطالب المسلمين أو الحرص على اشتراكهم وإياهم في الحكم بطريقة تكفل احترامهم وتتناسب مع مركزهم في البلاد. من اجل هذا اضطر المسلمون إلى أن يعلنوا في صراحة سنة 1940 عن الفكرة التي طالما طافت برؤوسهم، وأن يتحركوا جميعاً للمطالبة (بالباكستان).
وكانت الحرب العالمية الثانية عاملاً مهماً في محاولة حل المشكلة الهندية، ذلك أن بريطانيا كانت بحاجة قاسية إلى كثير من الرجال والعتاد الحربي، وكانت الهند تستطيع أن تمدها بكثير من هذا أو بالجانب المهم منه. ولكن هل يكون من السهل دائماً أن تضحى الهند في سبيل الامبراطورية بالرجال والأموال دون أن يكون في مقابل ذلك أشياء ؟ وهل تستطيع انجلترا أن تفرض على الهند إرادتها وهي ضعيفة في الميدان الأوروبي أمام الألمان، وضعيفة في الميدان الشرقي أمام اليابانيين ؟ وهل أمام انجلترا غير الهند يقدر أن يمدها بما تريد من مادة الحرب ؟ ذلك وغيره رغب انجلترا في محاولة الوصول إلى حل لمشكلة الحكم في الهند، وحمل تلك الرغبة واحد من وزارة الحرب البريطانية هو السير ستافورد كريبس فقام برحلته إلى الهند في مارس سنة 1942 للتفاهم مع الهنود على تعاون تام في جميع العمليات الحربية مع بريطانيا في نظير تمتع الهند باستقلالها كبلاد الدومين بعد الحرب.
وفي أثناء التفاهم الذي قام به سير ستافورد كريبس بين أحزاب الهند، اتضح تمسك المسلمين بوجهة نظرهم وإصرار الهندوكيين على رفض مقترحات المسلمين، وكانت النتيجة أن فشلت مهمة كريبس لمجرد اعترافه بأحقية المسلمين في تمثيل أنفهسم وبوجاهة مشروع (باكستان) وزادت من جديد عوامل الخلاف والفرقة بين حزب المؤتمر وحزب الرابطة الإسلامية.
وقد استعان حزب المؤتمر ببعض أعضائه من المسلمين في القضاء على فكرة (باكستان) ولكنهم كانوا أقلية لم يستطيعوا التأثير في الرأي العام الإسلامي في