/ صفحه 79/
أما الباكستان الغربية فتشمل: البنجاب الغربي والسند وبلوخستان، ومقاطعة الحدود الشمالية الغربية التي يطلق عليها أفغان، وبعض بلاد أخرى آثرت أن تنضم إلى الباكستان.
هذه الدولة الجديدة ليست رقعة واحدة إذ يفصل قسمها الشرقي عن قسمها الغربي مسافة تزيد على الألف ميل هي عبارة عن أراض للدولة الهندية التي تكونت الباكستان على الرغم منها. وهذا الانفصال ليس في مصلحة الباكستان إذا ما هوجم أحد جزئيها من الخارج أو من الهند نفسها، وإذن فلابد أن يكون بين الدولتين تفاهم وتعاون تام لحل كثير من المشاكل المعقدة التي أمامهما.
إن مشكلة تقسيم دولة اصلية إلى دولتين أمر عسير شاق. وهو لا يخلو من عوامل ضعف وأخطاء. وقد شاهدت أوربا شيئاً من هذا عند ما تكونت الدول الحديثة على أنقاض الامبراطوريات الكبيرة المنهارة بعد الحرب العالمية الاولى. فكانت الدويلات الحديثة المجمعة، أو الدول القديمة الممزقة سبباً في كثير من المشاكل التي أخذت تزداد تعقيداً حتى أدت إلى الحرب العالمية الثانية. ومثلها مشاكل البلقان أيضاً وحدودها وأقلياتها، لا تزال هي الأخرى مثار منازعات لا تنتهي. وبالاختصار فإن مشاكل السكان أعقد من أن تحل بتلوين الخريطة أو بتبادل السكان حيث ظهر فشل تلك التجربة.
وقد واجهت دولة الباكستان هذه المشكلة عند التقسيم، إذ ضمت إليها بلاد قد يكون بها أغلبية غير مسلمة، ولكنها بحكم موقها الجغرافي كان لابد أن تصبح ضمن حدود الباكستان، كما ضاعت منها بلاد ذات أكثرية مسلمة، ولم يكن من السهل الحصول عليها. وإذن فقد اضطر بعض المسلمين من دولة الهند إلى النزوح إلى دولة الباكستان، إما خوفاً من اضطهاد الهندوكيين لهم أ و أملا في خير جديد، كما اضطر البعض الآخر أن يقيم في الدولة الهندية راضياً بما يجري عليه في أرضها لأنه لا يقدر أن يتجاهل ماضيه بالمكان الذي ولد فيه، ولا صلته بالارض التي يعيش عليها، أو لأنه رأى ان مقامه بالباكستان لن يختلف كثيراً عنه بالهند.