/ صفحه 434/
ويكره المعاصي وإن وقعت لأن إرادتها نقصان، وقول الاشعري: لو أراد ما لا يقع لكان ذلك نقصا في إرادته لكلالها عن النفوذ فيما تعلقت به ولو كره المعاصي مع وقوعها، لكان ذلك كلالا في كراهيته، وذلك النقصان... الخ " (1).
ويقول عزالدين في موضع آخر:
" إن الله كلف الخاصة أن يعرفوه بالأزلية والأبدية، والتفرد بالإلهية، وأنه حي، عالم، قادر، مريد، سميع، بصير، متكلم، صادق في أخباره، وكلف العامة أن يعتقدوا ذلك لعسر وقوفهم على أدلة معرفته، فاجتزى منهم باعتقاد ذلك وأما كونه عالما بعلم، قادرا بقدرة، فإنه مما يلتبس، وقد اختلف الناس فيه لا لتباسة، وكذلك القول في قدم كلامه، وفي ان ما وصف به نفسه من الوجه واليدين والعينين صفات معنوية قائمة بذاته أو هي متأولة بما يرجع إلى الصفات فيعبر بالوجه عن الذات، وباليدين عن القدرة، وبالعينين عن العلم، وكذلك اختلف الناس: أله جهة أم لا جهة له، بما يطول النزاع فيه، ويعسر الوقوف على أدلته، وقد تردد أصحاب الأشعري رحمهم الله في القدم والبقاء: اهما من صفات السلب أم من صفات الذات، وقد كثرت مقالات الأشعري حتى جمعها ابن فورك في مجلدين، وكل ذلك مما لا يمكن تصويب للمجتهدين فيه، بل الحق مع واحد منهم والباقون مخطئون خطأ معفوا عنه، لمشقة الخروج منه، والانفكاك عنه "(2).
ويقول في موضع الثالث:
" وقد رجع الاشعري رحمه الله عند موته عن تكفير أهل القبلة، لأن الجهل بالصفات ليس جهلا بالموصوفات، وقد اختلف في عبارات، والمشار إليه واحد، وقد مثل ما ذكره رحمه الله بمن كتب إلى عبيده يأمرهم بأشياء، وينهاهم عن أشياء، فاختلفوا في صفاته مع اتفاقهم على انه سيدهم، فقال بعضهم: هو أكحل العينين، وقال آخرون: هو أزرق العينين، وقال بعضهم: هو أدعج
*(هوامش)*
(1) ص 190 من الجزء نفسه.
(2) ص 192 من الجزء الأول من القواعد الكبرى.