/ صفحه 412/
فهو قيسي من أبناء عدنان، وقد اشتهر بالأصمعي نسبة إلى جده أصمع.
قال ابن خلكان " وإنما قيل له الباهلي وليس في نسبه اسم باهلة، لأن باهلة اسم امرأة مالك بن أعصر، وقيل أن باهلة بن أعصر " ا هـ وقيل " بنو معن هم بنو باهلة، وباهلة امرأة من همدان تزوجت معناً فنسب ولده إليها، وقيل: " معن أبو باهلة، وباهلة امرأة من همدان ".
ولعل الصحيح هو القول الأول الذي ذكره ابن خلكان، وهو الثابت في العقد الفريد حيث يقول ابن عبد ربه: (باهلة) ثم بنو مالك بن أعصر نسبوا إلى أمهم باهلة، وهم معن وحارثة وسعد مناة، أمهم باهلة وبها يعرفون. وهذا لا ينافي أنها كانت من همدان.
وقد كانت العرب تستنكف من الانتساب إلى قبيلة باهلة، وتعدّه سبّة، لاشتهارهم بالحمق والجهل وخمول الشأن. قال بشار بن برد في مهاجاته الشاعر البصري أبا هاشم الباهلي من قصيدة له:
وهجـاني معـشر كـلهم ***** حُمُق ! دام لهم ذاك الحمق
ليس من جرم ! ولكن غاظهم ***** شرفي العارض قد سد الأفق
فلما سمع الأصمعي ذلك اغتاط وقال: " ويلي على هذا العبد القن ابن القن " ! وقد كان بشار شديد الافتخار بفارسيته عظيم التعصب لها، وكان الأصمعي متعصباً للعرب. ويظهر أن نسبة بني باهلة إلى امهم دون أبيهم كانت لكرم أصلها بخلافه هو وكان ذلك أصل الطعن عليهم، فضلا عما عرف عنهم بعد من الحماقة.
يدلنا على هذا ما ذكره أبو العباس المبرّد حيث يقول: (وإذا كانت الأم كريمة والأب خسيسا قيل له (يعني لولدهما) المُذرَّع قال الفرزدق:
إذا باهليٌ تحته حنظليّة ***** له ولد منها فذاك المذرع
وقال الأخر:
إن المذرع لا تغني خؤولته ***** كالبغل يعجز عن شرط المحاضير