/ صفحه 413/
(جمع محضير وهو الفرس السريع) وإنما سمي مذرعا للرقمتين في ذارع البغل وإنما صارتا فيه من ناحية الحمار " اهـ.
هذا وقد اشتهر بنو باهلة بذلك حتى كانوا مضرب المثل في المذمة عند العرب تنطق بهذا أشعارهم ونوادرهم، ومما يروى من الشعر ما يقوله فهيم الممزق الحضرمي:
إذا ولدت حليلة باهلي ***** غلاما زيد في عدد اللئام
وعرض الباهلي وإن توقي ***** عليه مثل منديل الطعام
ولو كان الخليفة باهليا ***** لقصّر عن مساماة الكرام
ومن طريف النوادر في هذا أن قتيية بن مسلم بن عمرو الباهلي ـ وكان من عظماء الدولة المروانية، ومن أكبر أمرائها، ولم يكن يعاب إلا بأنه باهلي ـ مازح أعرابياً من الحفاة فقال: " أيسرك أن تكون مثلي باهليا أميرا ؟ فقال: لا والله! قال: فتكون باهلياً خليفة ؟ فقال: لا والله ولو أن لي ما طلعت عليه الشمس ! قال: فيسرك ان تكون باهلياً وتكون في الجنة ؟ فأطرق ثم قال: بشرط ألا يعلم أهل الجنة أني باهلي! فضحك قتيبة من قوله:
ولقد هُجي الأصمعي بأنه باهلي من اليزيدي الشاعر في قوله:
وما أنت ؟ هل أنت إلا امرؤ ***** إذا صح أصلك، من باهله !
وللباهلـي على خبـزة ***** كتاب " لآكله الآكله "
وكذلك هجاه إسحق في شعر سيأتي ذكره ان شاء الله.
ولكن هذا لا يقدح في الأصمعي، كما لا يقدح فيمن سودتهم أعمالهم ونفوسهم من الباهليين، أمثال أبي أمامة صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وسلمان بن ربيعة أحد الولاة في خلافة أبي بكر، زيد بن الحباب، وقتيبة بن مسلم الذي قدمنا ذكره وغيرهم كثير.