/ صفحه 273/
فخرجت في هذه الابيات من تكرار إلى تكرار لاختلاف المعاني التي عددتها على نحو ما ذكرناه.
وقال الحارث بن عباد وكان قاضي العرب:
قربا مربط النعامة مني ******* لقحت حرب وائل عن حيال
ثم كرر قوله: " قربا مربط النعامة مني " في أبيات كثيرة من القصيدة بالمعنى الذي ذكرناه.
وقالت أبنة عم للنعمان بن بشير ترثي زوجها:
وحدثني أصحابه أن مالكا ******* أقام ونادى صحبه برحيل
وحدثني أصحابه أن مالكا ******* ضروب بنصل السيف غير نكول
وحدثني أصحابه أن مالكا ******* خفيف على الحداث غير ثقيل
وحدثني أصحابه أن مالكا ******* جواد بما في الرحل غير بخيل
وحدثني أصحابه أن مالكا ******* صروم كماضي الشفرتين صقيل
وهذا المعنى أكثر من أن نحصيه ".
ثم استطرد السيد المرتضى من ذلك إلى لون آخر فقال: " وكما أنه في الجاهلية وقبل الإسلام وفي ابتدائه قوم يقولون بالدهر وينفون الصانع، وآخرون مشركون يعبدون غير خالقهم، ويستنزلون الرزق من غير رازقهم، أخبر الله عنهم في كتابه، وضرب لهم الأمثال، وكرر عليهم البينات والأعلام، فقد نشأ بعد هؤلاء جماعة ممن يتستر بإظهار الإسلام، ويحقن بإظهار شعائره والدخول في جملة أهله، دمه وماله زنادقة ملحدون وكفار مشركون، فمنعهم عز الإسلام عن المظاهرة، وألجأهم خوف القتل إلى المساترة، وبلية هؤلاء على الإسلام وأهله أعظم وأغلظ، لأنهم يدغلون في الدين ويموهون على المستضعفين بجأش رابط ورأي جامع، فَعل من قد أمن الوحشة، ووثق بالأنسة، بما يظهره من لباس الدين الذي هو منه على الحقيقة عار، وبأثوابه غير متوار. كما حكى أن عبد الكريم بن أبي العوجا قال لما قبض عليه محمد بن سليمان، وهو والي