/ صفحه 274/
الكوفة من قبل المنصور، وأحضره للقتل، وأيقن بمفارقة الحياة: لئن قتلتموني لقد وضعت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة.
والمشهورون من هؤلاء: الوليد بن يزيد بن عبد الملك، والحمادون: حماد الراوية، وحماد بن الزبرقان، وحماد عجرد، وعبد الله بن المقفع، وعبد الكريم بن أبي العوجا وبشار بن برد، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد الحارثي، وصالح بن عبد القدوس الأزدي، وعلي بن خليل الشيباني، وغير هؤلاء ممن لم نذكره، وهم وإن كان عددهم كثيراً، فقد أقلهم الله وأذلهم وأزذلهم بما شهدت به دلائله الواضحة وحججه اللائحة على عقولهم من الضعف، وآرائهم من السخف، ونحن نذكر من أخبار كل واحد ممن ذكرناه وتهمته في دينه، نبذة نومئ فيها إلى جملة كافية، والذي دعانا إلى التشاغل بذلك وإن كانت عنايتنا بغيره أقوى، مسئلة من نرى إجابته ونؤثر موافقته، فتكلفناه له من اجله، مع أنه غير خال من فائدة ينفع علمها، ويتأدب بروايتها وحفظها ".
ومضى بعد ذلك يقص أخباراً عمن ذكر، ويعدد هنات، فكان منها ما يروي عن الوليد بن يزيد من أنه نشر يوماً المصحف، وكان خطه كأنه أصابع، وجعل يرميه بالسهام ويقول:
يذكرني الحساب ولست أدري ******* أحقاً ما يقول من الحساب ؟
فقل لله يمنعني طعامي ******* وقل لله يمنعني شرابي
قال الشريف المرتضى: ويله من هذه الجرأة على الله ويلا طويلا، وما أقدر الله أن يمنعه طعامه وشرابه وحياته، وما اولاه اللعين بأليم العذاب، وشديد العقاب لو لا ما تتم به المحنة، وينتظم به التكاليف، من تاخير المستحق من الثواب والعقاب، وتبعيدهما من أحوال الطاعات والمعاصي ".
ثم قال:
" وأما حماد الراوية فكان منسلخاً من الدين، وزارياً على أهله، مدمناً لشرب الخمور، وارتكاب الفجور، وقال أبو عمرو الجاحظ: كان منقذ بن زياد الهلالي،