/ صفحه 136/
باللغة العربية. وهذه باكستان قررت أن يقوم نظامها على أساس التعاليم الإسلامية، وأن تضمن لأهل الأديان الأخرى حرية عقائدهم ومذاهبهم، فإنه دين يأمر بالعدل والاحسان، ودفع الأذى بحسن الصنيع، قال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
وينعى الاتحاد السوفيتي على الكتلة الغربية، أنها تعمل على إثارة حرب عاتية لمناوأتها ترجو من ورائها تحقيق أغراض استعمارية واقتصادية، ولكنها لا تدفع عن نفسها ما يعزى إليها من إحداث شغب واضطراب وفتن وقلاقل مدعية لنفسها أن بلادها ديمقراطية حقاً، وانها تحكم بقوة الشعب وحكوماتها ليست بحكومات ديكتاتورية.
وخلاصة القول أنه يظهر أن لا عاصم لهذا الخلف والخلاف الا بقوة السلاح والفتك بالارواح، فقد أنشأت الدول الاوروبية اتحاداً اوروبيا، تسعى لتدعيمه بالاتفاق مع دول أخرى، تعاضدها إذا قامت حرب، واشتعل لهيبها، واستعر أوارها، وهي ناحية لا محل لبسطها هنا، لأن قوام بحثنا الدين وأثره، وحق الفرد وما يجب أن يتمتع به، وأن وازع الأديان خير من وازع السلطان.
والمتأمل يرى أن مبادئ الإسلام الشاملة لهذه الحقوق لم تأت نتيجة لثورة قامت، ولا حروب نشبت، وإنما ظهرت بظهور الإسلام فجاء بها القرآن الكريم وحضت عليها السنة المحمدية، وعمل بها الخلفاء وأولو الامر من الحكام المسلمين.
وإني ـ وإن كنت قابلت فيما سبق بين بعض احكامها، وأحكام المبادئ الحديثة ـ أعود إلى تلخيصها فيما يلي، لأن المقام لا يتسع للبسط والإفاضة:
في الإخاء:
قال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة) فذكر الاخاء اطلاقاً، ولم يجعل فارقا بين حاكم ومحكوم، ولا سيد ومسود، وإنما جعلهم جميعاً سواء (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فالفضل بينهم بالتقوى والعمل الصالح والعدل والاحسان، والحض