ـ(87)ـ
في كل واحدة من هاتين الروايتين من لم يوثق أو مجهول فلا تصلح حجة؛ فأبو جحيفة، وهو وهب بن عبد الله السوالي، لم يوثق في الكتب التي رجعت إليها، وكذا الشعبي الذي هو عامر بن شرحبيل، رغم عده من الفقهاء، وأما إبراهيم التيمي فهو لم يذكر في كتب الرجال التي رجعت إليها، وكذا لم يوثق كل من شريك وطارق بن شهاب، ولم أجد لمخارق ذكرا في الكتب التي رجعت إليها أيضاً مع هذا فقد يدور في الذهن عدم صحة الروايات المتقدمة في وجود كتاب لعلي فيه كل حلال وحرام إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش.
والجواب
1 ـ بعد الإعماض عن سند الروايتين المتقدمتين اللتين فيهما من لم يوثق والمجهول، فإن لسانهما وأمثالهما من الروايات التي فيها يمين مغلظة على النفي يدل على أن هناك حديثا حول كتاب خص به علي(فيه أحكام الدين وقواعده) دون بقية المسلمين وكان مشهورا، الأمر الذي دعا بعض المسلمين إلى السؤال عن هذا الكتاب(الجامعة) فنفى هذه الروايات باليمين المغلطة.
انظر إلى اليمين(والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلاّ كتاب الله وما في هذه الصحيفة...)(والذي فلق الحب وبرأ النسمة ما عندنا إلاّ ما في القرآن.. وما في الصحيفة...) وفي رواية(من زعم أن عندنا شيء نقرأه إلاّ كتاب الله وهذه الصحيفة فقد كذب)، وانظر إلى السؤال عن أبي جحيفة(هل عندكم كتاب؟ قال: لا(فهو يدل على وجود حديث حول كتاب قد خص به علي عليه السلام.
وحينئذ يتوجه السؤال لمن نقلوا هذه الروايات فقط، فيقال لهم: ما هي تلك الروايات التي اشتهرت أو دار الحديث حولها؟ لماذا لم تذكروا تلك الروايات التي اشتهرت أو دار الحديث