ـ(88)ـ
حولها؟ لماذا لم تذكروا تلك الروايات التي يدعى أن عليا عليه السلام قد كذبها في هذه الروايات؟
2 ـ ثم لو تنزلنا عما تقدم يكون أمامنا طائفتان من الروايات.
الأولى: تزعم أن هناك كتابا خص به علي والأئمة من ولده دون بقية الناس(وهي متواترة كما تقدم).
الثانية: تزعم نفي ذلك.
فما علينا إلاّ أن نقول: إن الروايات المتواترة توجب علما بالصدور عن النبي (صلى الله عليه وآله) بخلاف الروايات غير المتواترة فإنها لا توجب علما بالصدور، وحينئذ يتعين الأخذ بالعلم، وترك غير العلم عند التعارض.
أما عدم ذكر الروايات المتواترة في كتب أهل السنة فهو لا يدل على عدم صدورها ولا يقلل من العلم الحاصل من التواتر.
3 ـ ولعل سر ترك كتب السنة للروايات المتواترة(التي تصرح بوجود كتاب خص النبي (صلى الله عليه وآله) به عليا دون بقية الناس فيه كل حلال وحرام إلى يوم القيامة) يعود إلى الجو الحاكم في ذلك الوقت، فقد كان ضد أهل البيت وضد علي، بحيث جعل سب علي سنة تعبد بها الناس والتزم بها الخطباء وأهل المنابر أكثر من أربعين سنة، فكتمت فضائل أهل البيت وعلي، ووضعت فضائل لغيرهم. الجو الذي ساد في ذلك الزمان أوجب أن توضع روايات لتغيير ما كان مسموعا ومألوفا في حق أهل البيت عليهم السلام وتبعدهم عن الساحة السياسية، كما حدث في زمان معاوية، خصوصا إذا علمنا أن مرحلة تدوين الحديث حصلت في تلك الأجواء المعادية لعلي عليه السلام وأهل بيته.