ـ(74)ـ
حجّية السنة النبوية
من نافلة القول التأكيد على حجية السنة النبوية والتماس دليل لها، لأنها ضرورة دينية أجمع عليها المسلمون ونطق بها القرآن الكريم بقوله [...أطيعوا الله وأطيعوا الرسول...](1) [...وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا...](2) [وما ينطق عن الهوى. إن هو إلاّ وحي يوحي](3). وقد تقدم القول منا بأنه لا يكاد يفهم معنى للإسلام بدون السنة النبوية.
ثم إن العصمة الثابتة للنبي (صلى الله عليه وآله) تقتضي أن تكون أقواله وأفعاله وتقريراته من قبيل التشريع أو موافقة للشريعة.
اتجاهان مختلفان حول السنة النبوية
هناك اتجاهان متفاوتان بالنسبة إلى السنة النبوية حدثا في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) وبعد وفاته:
الاتجاه الأول: ينحو لعدم الاهتمام بحفظ وكتابة السنة النبوية وحتى يمنع من نشرها، خشية أن تختلط مع القرآن الكريم؛ وقد أدى هذا الاتجاه إلى صدور النهي عن كتابة الحديث(4) مثل ما حدث به عبد الله بن عمر حيث قال: "كنت أكتب كل شيء أسمعه من
______________________
1 ـ النساء / 59.
2 ـ الحشر / 7
3 ـ النجم / 3 ـ 4.
4 ـ كتاب الغدير، للعلامة الاميني 6 / 298، 295 نقلا عن تاريخ ابن كثير 8 / 107. الروايات في كتاب تنوير الحوالك. للسيوطي 1 / 4. ومستدرك الصحيحين، للحاكم 1 / 102. وراجع تذكرة الحفاظ 1 / 7.