ـ(61)ـ
الصانع. وعقّبه بذكر أحوال الأرض وذكر فيه فصلين هما:
الفصل الأول: في بيان أحوال الأرض، والفصل الثاني في بيان الاستدلال بأحوال الأرض على وجود الصانع وقد استغرق الحديث عن كل هذا قرابة عشرين صفحة من القطع الكبير(1).
ومن مظاهر الإطالة والخروج عن أصل الموضوع ذكر موضوعات بتفاصيلها كما في أحوال الأفلاك والأرض.
وكما في مبحث الحسد، فقد ذكر فيه سبع مسائل: الأولى في ذم الحسد، والثانية في حقيقته، والثالثة في مراتبه، والرابعة في أسبابه، والخامسة في سبب كثرة الحسد وقلته وضعفه، والسادسة في الدواء المزيل للحسد، والسابعة عقاب الحاسد، وقد استغرق الحديث عن هذا ما يزيد على سبع صفحات(2).
5 ـ و الرازي يولي مسألة تناسب الآيات أهمية خاصة حملت السيوطي على القول بأنه:(قل اعتناء المفسرين به لدقته، وممن أكثر فيه الإمام فخر الدين الرازي)(3).
فعند تفسير قوله تعالى: ]أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل...[(4). نقل عن المفسرين أنهم(ذكروا في اتصال هذه الآية بما قبلها وجوها:
أحدها: أنه تعالى لما حكم بجواز النسخ في الشرائع فلعلهم كانوا يطالبونه بتفاصيل ذلك الحكم فمنعهم الله تعالى عنها، وبين أنهم ليس لهم أن يشتغلوا بهذه الأسئلة كما أنه ما كان لقوم موسى أن يذكروا أسئلتهم الفاسدة.
وثانيها: لما تقدم من الأوامر والنواهي قال لهم: إن لم تقبلوا ما أمرتكم به وتمردتم عن الطاعة كنتم كمن سأل موسى ما ليس له أن يسأله؛ عن أبي مسلم.
وثالثها: لما أمر ونهى قال: أتفعلون ما
______________________
1 ـ التفسير الكبير 4: 180 ـ 201.
2 ـ التفسير الكبير 3: 236 ـ 244.
3 ـ الإتقان 3 : 369.
4 ـ البقرة : 108.