ـ(44)ـ
المجتمع آنذاك، ولأن العقائد لا يعيشها الإنسان من خلال الممارسة الخارجية، بل من خلال المفاهيم والتصورات التي يعتقد بها. وكذلك بروز الحاجة إلى الفقه ولو على مستوى التطبيق، لأن المجتمع كان مجتمعا إسلاميا.
وأما في عصرنا الحاضر، وباعتبار وجود النظريات الأخرى في الواقع الخارجي، فقد برزت الحاجة إلى المنهج الموضوعي في التفسير لسد هذه الحاجة.

فيما يخص حالة العمق والسطحية في المنهجين:
فقد ذكر السيد الشهيد الصدر(رضى الله عنه): أن التفسير التجزيئي تفسير لفظي سطحي نسبيا، بينما التفسير الموضوعي تفسير عميق وتفسير للمعنى يتم من خلاله التعرف على مصاديق المفاهيم وتطبيقاتها الخارجية.
والواقع: إن هذا الأمر غير واضح، إذ يمكن أن يكون كلا التفسيرين عميقين، ولا داعي لافتراض اقتصار التفسير التجزيئي على المعنى اللغوي السطحي واستخلاص المفهوم للآية القرآنية أو المقطع القرآني وحده، وإنما يمكن التعمق والتعرف على كل مداليل تلك الآية حتى المرتبط منها بالمصاديق والتجسيدات الخارجية.
ولذا، لا يمكن أن تكون هذه الملاحظة ـ حسب رأينا ـ ميزة للتفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي.

المقارنة بين منهج التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي
من خلال المناقشة السابقة أثبتنا ميزة واحدة يرجح بها منهج التفسير الموضوعي على المنهج التجزيئي وهي إمكانية استخلاص النظريات القرآنية من خلاله.