ـ(38)ـ
والحديثية في التفسير، حيث أن التفسير لم يكن في البداية إلاّ شعبة من شعب الحديث بصورة أو بأخرى، وكان الحديث هو الأساس الوحيد تقريبا مضافا إلى بعض المعلومات اللغوية والأدبية والتاريخية التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن(1).
وهذا الاعتماد على النصوص والروايات جعل شكل التفسير تفسيرا تجزيئيا، وذلك لأن المفهوم العام للقرآن كان موجودا في الصدر الأول لدى المسلمين عدا مفردات محدودة ومعينة جاءت النصوص في تفسيرها.
وعلى هذا فإن منهج التفسير بدأ بالتفسير بالمأثور وهو تفسير تجزيئي ثم تطور وانتهى إلى التفسير الموضوعي فيما بعد.

المرجح العملي
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر السيد الشهيد الصدر(رضى الله عنه) مبررا عمليا لإيثاره التفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي عندما بدأ في بحث التفسير، وهو أن شوط التفسير التقليدي شوط طويل جدا لأنه يبدأ من(الفاتحة) وينتهي بسورة(الناس).
وهذا الشوط الطويل بحاجة إلى فترة زمنية طويلة لإكماله. ولهذا لم يحظ من علماء الإسلام الأعلام إلاّ عدد محدود بهذا الشرف العظيم(2).

ملاحظات حول المنهجين
ولنا بعض الملاحظات حول حديث السيد الشهيد الصدر(رضى الله عنه)، وهي:
أولا: فيما يخص المرجحات الثلاثة لمنهج التفسير الموضوعي على التفسير التجريئي.
______________________
1 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الأولى ـ ص 13.
2 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الثالثة ـ ص 41.