ـ(35)ـ
التي يراد تفسيرها دون التعمق في تفسير المعنى من أجل الوصول إلى المصاديق المرتبطة بحركة الواقع وظروفه، مما يجعلنا غير قادرين على الإجابة على كثير من المسائل التي تواجهنا في الواقع المعاش.
وعلى هذا الأساس كانت طاقات التفسير(التجزيئي طاقات محدودة(لأن طاقات التفسير اللغوي طاقات محدودة بمحدودية طاقات اللغة، إذ ليس هناك تجدد في المدلول اللغوي، ولو وجد فلا معنى لتحكيمه على القرآن)(1).
الثاني: إن هدف التفسير التجزيئي في كل خطوة من خطواته هو فهم مدلول الآية القرآنية أو القطعة القرآنية التي يواجهها المفسر بكل الوسائل الممكنة.
وعلى هذا فإن حصيلة التفسير التجزيئي للقرآن الكريم تساوي وعلى أفضل التقادير مجموع مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظرة تجزيئية أيضاً، أي أنه سوف نحصل على عدد كبير من المعارف والمدلولات القرآنية، ولكن في حالة تناثر وتراكم عددي دون أن نكتشف أوجه الارتباط بها ودون أن نحدد في نهاية المطاف نظرية قرآنية لكل مجال من مجالات الحياة.
نعم، من الممكن استنباط نظرية قرآنية من التفسير التجزيئي، ولكن هذا العمل ليس مستهدفا بالذات في التفسير التجزيئي، وإن حصل أحيانا(2).
أما منهج التفسير الموضوعي فإنه يرجح على منهج التفسير التجزيئي بتجاوزه خطوة تكاملية إلى الأمام، لأنه لا يكتفي بإبراز المدلولات التفصيلية للآيات القرآنية، بل يحاول
______________________
1 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الأولى ـ ص 23.
2 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الأولى ـ ص 11 ـ 12.