ـ(34)ـ
الآيات ضمن مركّب نظري واحد(1).
ولاشك أن المعنى الأول ليس موضوع البحث إذ لا يختلف التفسير الموضوعي عن التفسير التجزيئي في ضرورة توفر هذا الوصف فيه، ويبقى عندنا المعنى الثاني والثالث.
مرجحات منهج التفسير الموضوعي على منهج التفسير التجزيئي
ونذكر ثلاثة مرجحات رئيسية للمنهج الموضوعي على المنهج التجزيئي أشار إليها أستاذنا الشهيد الصدر رضي الله عنه في بحوثه القرآنية، وهي:
الأول: أن التفسير الموضوعي يرجح على التفسير التجزيئي لأنه يمثل حالة من التفاعل مع الواقع الخارجي، إذ أن المفسر يبدأ من خلاله بالواقع الخارجي ثم ينتقل إلى القرآن الكريم ثم يعود إلى الواقع الخارجي مرة أخرى بنتاج بحثه داخل القرآن، مما يجعل القرآن الكريم ملبيا وبشكل مستمر لكل متطلبات الحالة الإنسانية والاجتماعية التي تفرضها حركة التأريخ والحركة التكاملية لهذا الإنسان.
ومن هنا تبقي للقرآن قدرته الدائمة على القيمومة والعطاء المستجد الذي لا ينفد والمعاني التي لا تنتهي؛ التي نص عليها القرآن نفسه ونصت عليها أحاديث أهل البيت عليهم السلام(2).
ولا توجد مثل هذه الخصوصية والميزة في منهج التفسير التجزيئي والذي يبدأ من القرآن وينتهي إلى القرآن، حيث يفترض الشهيد الصدر رضى الله عنه هذا النوع من التفسير ما يشبه التفسير اللغوي ويتوقف فيه على المعنى والمفهوم اللغوي واللفظي للقطعة القرآنية
______________________
1 ـ نفس المصدر : 28.
2 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الأولى ـ ص 22.