ـ(33)ـ
ولا اختصاص لأحدهما بها.
ثانيا: (الموضوعية) بمعنى أن يبدأ في البحث من(الموضوع)، الذي هو(الواقع الخارجي)، ويعود إلى(القرآن الكريم)(1). لمعرفة الموقف تجاه الموضوع الخارجي.
فيركز المفسر ـ في منهج التفسير الموضوعي ـ نظره على موضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر الإنساني حول ذلك الموضوع من مشاكل، وما قدمه الفكر الإنساني من حلول وما طرحه التطبيق التاريخي من أسئلة ومن نقاط فراغ، ثم يأخذ النص القرآني، ويبدأ معه حوارا، فالمفسر يسأل والقرآن يجيب، وهو يستهدف من ذلك أن يكتشف موقف القرآن الكريم من الموضوع المطروح(2).
وقد يسمى هذا المنهج أيضا بالمنهج(التوحيدي) باعتبار أنه يوحد بين(التجربة البشرية) و(القرآن الكريم) لا بمعنى أنه يحمل التجربة البشرية على القرآن، بل بمعنى أنه يوحد بينهما في سياق واحد لكي يستخرج نتيجة هذا السياق المفهوم القرآني الذي يمكن أن يحدد موقف الإسلام تجاه هذه التجربة أو المقولة الفكرية(3).
ثالثا: وقد يراد من(الموضوعية) ما ينسب إلى الموضوع، حيث يختار المفسر موضوعا معينا ثم يجمع الآيات التي تشترك في ذلك الموضوع فيفسرها. ويحاول استخلاص نظرية قرآنية منها فيما يخص ذلك الموضوع.
ويمكن أن يسمى مثل هذا المنهج منهجا توحيد يا أيضاً باعتبار أنه يوحد بين هذه
______________________
1 ـ نفس المصدر : 28.
2 ـ نفس المصدر : 29.
3 ـ نفس المصدر : 28.