ـ(32)ـ
أو(فواتح السور) أو(القصص القرآني) أو(الإنسان) أو غير ذلك من الموضوعات القرآنية.
وقد يقتصر البحث على مقطع قرآني واحد، لأن القرآن لم يعرض لموضوع البحث إلاّ في هذا المقطع. ومع ذلك نجد هذا الاختلاف بين المنهج الجديد والمنهج السابق في دراسة هذا المقطع الواحد حيث تكون مهمة المنهج الجديد استخلاص الفكرة والنظرية من خلال هذا المقطع دون المنهج السابق.
فالتفسير الموضوعي ـ إذن ـ يقوم على أساس دراسة موضوعات معينة تعرض لها القرآن الكريم في مواضع متعددة أو في موضع واحد وذلك من أجل تحديد النظرية القرآنية بملامحها وحدودها في الموضوع المعين، وفي مقابل ذلك يكون(التفسير التجزيئي) الذي يتناول المفسر في أطارة القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشريف.
ومن أجل عقد المقارنة بين التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي أو ترجيح أحدهما على الآخر لابد أن يتضح المراد من التفسير الموضوعي، وهنا يحسن بنا أن نفهم مصطلح(الموضوعية).
فقد ذكر أستاذنا الشهيد الصدر(قدس سره) ثلاثة معان لمصطلح الموضوعية:
أولا: (الموضوعية) في مقابل(الذاتية) و(التحيز)، والموضوعية بهذا المعنى عبارة عن الأمانة والاستقامة في البحث(1). والتمسك بالأساليب العلمية المعتمدة على الحقائق الواقعية في نفس الأمر والواقع، دون أن يتأثر الباحث بأحاسيسه ومتبنياته الذاتية ولا أن يكون متحيزا في الأحكام والنتائج التي يتوصل إليها.
وهذه(الموضوعية) أمر صحيح ومفترض في كلا المنهجين(التجزيئي) و(الموضوعي)
______________________
1 ـ المدرسة القرآنية ـ المحاضرة الثانية : 29.