ـ(206)ـ
حلوا... من أجل هذا كان صوته القوي المجلجل بالحق ضرورة. وكان إيمانه اليقيني بحتمية النصر للمؤمنين والمسلمين الصادقين يشع على قلوب الأحباب والاتباع والأصحاب... دفئا.. وأملا وبشرى.
كان شيخا لنا ورائد ومربيا وقائدا.. ولعلي لا أكون مغاليا إذا قلت إنه كان واحدا من سلاطين الدين... الذين يعلو سلطانهم على سلاطين الدنيا..
فالسلطان هو سلطان الدين.. وأنعم به من سلطان.. وأكرم به من أمير.
مشوار الشيخ الغزالي
ولد الشيخ الغزالي في 22 أيلول(ديسمبر) 1917 في إحدى قرى محافظة البحيرة، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية حتى نال شهادة الكفاءة ثم الشهادة الثانوية. ثم درس في كلية أصول الدين بالأزهر الشريف وتخصص في الدعوة والإرشاد، ثم حصل على شهادة العالمية.
وقد تلقى العلم عن الشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى وغيرهم..
يتحدث الشيخ محمد الغزالي عن لقائه الأول بالإمام الشهيد حسن البنا فيقول:
(كان ذلك أثناء دراستي الثانوية في المعهد بالإسكندرية، وكان من عادتي لزوم مسجد(عبد الرحمن بن هرمز) حيث أقوم بمذاكرة دروسي، وذات مساء نهض شاب لا أعرفه يلقي على الناس موعظة قصيرة شرحاً للحديث الشريف:(اتق الله حيثما كنت... وأتبع السيئة الحسنة تمحها.. وخالق الناس بخلق حسن) وكان حديثاً مؤثراً يصل إلى القلب.. ومنذ تلك