ـ(191)ـ
رايتها باسم الولاء للملك أو باسم الولاء للمذهب قبائل وشعوبا تتحد مصالحها وإن اختلفت أصولها أو لغاتها، وأحيانا عقائدها. وكثيرا ما تكون هذه الأسرة غريبة، أو تكون من الأقلية القومية في الدولة، فتتكون تحت رايتها مجموعة تربطها القوانين وتتسع لأقليات شتى تعيش تحت الراية، ينالها من الشقاء والسعادة مثل ما يصيب الجميع.
وكثيرا ما تكون هذا الأقليات ارغب في هذه الراية والولاء لها منها لأقرب الأقوام والعناصر من جنسها أو لغتها تحت راية أخرى.
كان الأمر كذلك في كثير من الدول التي عاصرناها كالدولة العثمانية تحت لواء آل عثمان، والدولة النمساوية المجرية تحت لواء آل هبسبرج، وقد شاهدنا شعوبا من العرب أشد ولاء وإخلاصا لدولة آل عثمان منهم لأمرائهم وأشرافهم من العرب.
وكان الأمر كذلك في الدول القديمة، وفي دول القرون الوسطى، كالدولة العباسية والإمبراطورية الرومانية المقدسة والإمبراطورية البيزنطية وكذلك عرفنا من الصقالبة في دولة النمسا من كانوا أوفي لها منهم لأبناء عمومتهم من الروس.
كذلك كان يرقى سلم المناصب كل من سمحت له مواهبه وظروفه في خدمة الملك أو السلطان، فتجد البرامكة وآل طاهر الإيرانيين، أعلى الناس مقاما في خلافة الهاشميين من العرب، وعائلة(كوبرلي زاده) من الأرنؤوط في خلافة العثمانيين من الترك، بل لقد صعد هذا السلم من العبيد في الدول الإسلاميّة عدد أكثر بكثير مما تأذن به نسبتهم العددية، وبلغ الذروة من المماليك ما بين مصر والهند في الدول الإسلاميّة عشرات السلاطين ممن لا تزال آثارهم خالدة في دلهي والقاهرة، وفي تلك الساحة الإسلاميّة العظيمة من الأطلسي إلى الهادي.