ـ(18)ـ
هذه الخطة الماهرة دخلت حيز التنفيذ، وازدادت على مر الأيام(المراسم) الدينية، ونشطت المحافل الدينية، وازداد الاتجاه نحو إقامة الشعائر والمظاهر... والى جانب ذلك نشطت عملية إفراغ الدين من محتواه الحقيقي، المبادئ الإسلاميّة لفها النسيان، واتجه بركان الدين الذي كان يهز عروش الجبابرة والطواغيت إلى السكوت والخمود.
أتباع هذا الدين الذي يناديهم بالآيات الكريمات:(ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) و(وليجدوا فيكم غلظة)، و(أشداء على الكفار رحماء بينهم) و(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)... أتباع هذا الدين فتحوا الأبواب أمام الغزاة الغربيين، وعقدوا الآمال عليهم، وعدوهم مصدر كل تقدم وتحرر فكري وعلمي، وقدموا طائعين كل كنوزهم الإيمانية والعقائدية والمادية قربانا على مذبح التقرب إلى الغرب. وبذلك أضاعوا بكل سفاهة دينهم ودنياهم معا.
نحن اليوم أمام وضع كهذا لابد من هزة لواقعنا ننفض بها هذا الغطاء المصطنع، ونقدم بها واقع الدين إلى المجتمع، ونعود إلى مصدر قوتنا وعزتنا.
لابد من جهاد متواصل لا يعرف الكلل والملل، ولا يهاب الحرمان والفشل من أجل إفهام الناس بأن هذه القشور التافهة ليست هي الدين، هذه الظواهر الفارغة ليست هي منهج الرسالة الخاتمة إلى العالمين. أداء بعض الفرائض الدينية، خاصة بهذه الصورة الناقصة، لا ينبغي أن يرضي غريزتنا الدينية، يجب أن نقنع الناس بأنا غزينا في ديننا، وما بقي منه فإن الغزاة سيأتون عليه أيضاً يجب أن نذكرهم بواجبهم في الدفاع عن الدين وأن نثبت لهم بأن