ـ(19)ـ
هذا الواجب يتحمله اليوم كل المسلمين(1).
يجب تدوين أصول الإسلام بتحليل وتدقيق، وعرضه على عامة الناس ليتعرفوا على إسلامهم.
هذه رسالة شاقة ثقيلة، ولكنها في نفس الوقت حياتية وكبيرة. هذه هي نفسها رسالة الأنبياء الذين نعرف ما قدموه من تضحيات جسام على هذا الطريق.
هذا الكتاب ـ رغم صغر حجمه ـ خطوة رحبة فاعلة على هذا الطريق الرسالي. مؤلفة الكريم الكبير سعى بهذا الكتاب في فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا أن يعطي أولا صورة حقيقية للدين، وبعد أن بيّن أنّ الدين منهج حياة، وأن طقوسه لا تكون مجدية إلاّ إذا كانت معبرة عن حقائقه، أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين.
وبعد دراسة موجزة لأصول الشيوعية باعتبارها مدرسة التفت حولها لنصف قرن من الزمان مجموعات بشرية، وحكمت أكثر من ثلث سكان المعمورة وأصبحت أملا وحلما لذيذا للشعوب المحرومة المتخلفة.. وبعد تحليل نماذج من المناهج التي طرحها غير الشيوعيين لإنقاذ البشرية من أزمتها الحالية... يبدأ بأسلوب يمتاز بالدقة والعمق والأصالة بإثبات أن كل هذه المناهج ناقصة، وعاجزة عن إدارة عالم الغد، والمدرسة الوحيدة القادرة على أن تصل بركب البشرية التائهة إلى محط النجاة والكمال هو الإسلام. فهو المنهج الكامل الواسع القادر على إدارة دفة الحياة مع الحفاظ على الخصال الإنسانية.
______________________
1 ـ يجمع فقهاء الشيعة على أن الدين متى ما تعرض لخطر الإبادة في عصر غيبة الإمام المعصوم، فيجب على جميع المسلمين حتى الشيوخ والمرضى أن يدافعوا عنه بمقدار قدرتهم.