ـ(171)ـ
عدم إثارة ما ينفر النفوس، مثل استعمال بعض الألفاظ والعبارات التي لها ظلال من معاني التحقير أو السخرية، أو أن أتباع بعض المذاهب هم الناجون وأن سواهم هم الخاسرون، أو اتهام بعض الصحابة بما لا يليق بهم، أو الحكم عليهم بأنهم في النار، إلى غير ذلك من العبارات التي عرفها تراثنا الفكري قديما ولا تزال للأسف تتردد في بعض الكتابات المعاصرة.
وينتقل الدكتور مبارك بعد حديثه عن سماحة الشريف المذهبية وأنه لسماحته ظفر بمن ترجموا له من أهل السنة وأعطوه حقه من التقدير إلى الحديث عن الواقع الذي عاشه في العراق، وأنه واقع عرف كثيرا. من المحققين والباحثين الذين يضيقون بالتعصب المذهبي، وينتصرون للحق لذاته دون نظر إلى مصدره، وضرب أمثلة على ذلك بأنه لما دخل العراق وجد قوما من أهل العلم يحقدون عليه أشنع الحقد بسبب كتاب(الأخلاق عند الغزالي) ثم هاله أن عرف أن السيد هبة الدين الشهرستاني من أولئك الحاقدين وهو شيعي لاسني، ويتساءل الدكتور مبارك، كيف يتعصب للغزالي وهو خصمه في المذهب؟ ويجيب عن هذا بقوله:
تعصب الشهرستاني للغزالي لمعنى نبيل هو الغضب للنيل من إمام جليل مثل الغزالي، وكذلك تكون شمائل العلماء..
ثم يقول: ورأيت هناك باحثا يعطف عليّ لاهتمامي بدرس أشعار الشريف وهو الأستاذ عباس العزاوي، فقدرت أنه شيعي ثم عرفت أخيرا أنه سني، وكذلك يكون الصدق في فهم المعاني.
ورأيت الأستاذ طه الراوي يحفظ ديوان الشريف عن ظهر قلب فحسبت ذلك برا بالعصبية المذهبية ثم عرفت أنه سني لا شيعي.